الأربعاء، مارس ١٧، ٢٠١٠

أمين حداد - موال المنام

أبويَّ جانى فى منام وسمعت تنهيده
قلّب عليَّ اللى راح بقديمه وجديده
وفضلت أقول المثل وأعيده وأزيده
عيدٌ بأية حالٍ عدت يا عيدُ

راح الزمان اللى ماسك جمرته فى إيده
وجه زمان نشوان فرحان بأناشيده
فتح البيبان صبيان بيبيعوا ويتاجروا
وكل واحد أخد بقشيش على أجره
فجرُ بأية حالٍ عدت يا فجرُ
وحبايبك السهرانين قبل السحر هاجروا
لما القمر قالهم "انفجروا أو موتوا"
ثم اختفى فى ظلامه وموته وسكوته
والكشافات نورت أصفر على الساحات
والطبله دقت وشقت صوتها فى السماوات
نزلوا بنات الحانات على الواحده يتمايلوا
ليلُ بأية حالٍ عدت يا ليلُ
يا ليل حبيبى اللى كان فى إيديا مش طايله
عدت جنازته على البساتين وكان شايله
عصافير حمام ويمام وكناريا وبلابل
أبكى عليه يا ريح واتشاهدى يا سنابل
أبكى عليه يامّاىَّ وخديه فى أحضانك
سحى عليه الدموع واقرى فى قرآنك
حاسبى عليه من الهوا واحميه من الزحمه
قلبه اللى كان خافض جناح الذل والرحمه
إيده اللى ماسكه الفانوس بتنور العتمه
حسّه الجميل العميق ساكن ورا الكواليس
قاعد بينشد ويحكى بنطلون وقميص
حسّه اللى ساكن ضلمه فى المعتقل
لسّه صداه الطويل فى المغارات فى الجبل
ينزل جميع القرى ويدق فوق بابها
ويقعد فى وسط الجنود اللى حموا ترابها
لابسين خوذات بالشبك واقفين على الجبهه
ويغنى وسط الفرح يوم خميس والحد
والميّه فوق القزاز فى محل بيع الورد
ويغنى لاجل الضنى بحلاوته وغلاوته
ويبكى لاجل الفراق المُر وقساوته
موتُ بأية حالٍ عدت يا موتُ
رجعت اللى راح بقديمه وجديده
وفضلت أقول المثل وأعيده وأزيده
عيدُ بأية حالٍ عدت يا عيدُ


* أمين حداد - ديوان ريحة الحبايب - الطبعة الأولى - 1990

ليست هناك تعليقات: