الاثنين، ديسمبر ١٨، ٢٠٠٦

عمر نجم قلبه اللى كان بفته

هى السنين ببلاش
و الا مفيش فايدة ؟
جاوبنى يا بكرة!
***
كانت بدايته من حيث أن توقف من سبقه، رحل الآباء وتركوا الأبناء يكملون طريقهم، منهم من انكسر سريعاً، ومنهم انحرف به الطريق عند مفرق الطرق، ومنهم من حاول أن يبتدع طريقا آخرا، ومنهم من كان يحاول أن يبدع طريقا آخرا ولا يزال، لكن كان هناك شاعرا ينضج أسرع ممن هم فى نفس مرحلته، عمر نجم، كان يحمل فى داخله صوته الشعرى الخاص رغم أن بداياته الشعرية تكشف مدى تأثره بفؤاد حداد، فى أعوامه الأخيرة -قبل ان يختطفه الموت منا- كان اتقرب من تحقيق مشروعه الخاص وإكمال رصف الطريق القديم ليترك أثرا لا يمحى فى تاريخ شعر العامية المصرية
عمر نجم والذى أدرك مهمته ودوره وهدفه مبكرا -فى فتره أواخر الثمانينات- علم أن العقد القادم -فترة التسعينات- ستنبئ عن جفاف وجدب سيصيب حركة المصريين فى ظل تفكك طبقات وطوائف الشعب عن بعضها وقد كان ما تنبأ لنا
أصابه مرض الشك والحيره والخوف من المستقبل، كان يحلم ويتمنى ويأمل بمستقبل مختلف لكنه شك فى فكره تحقق أمنياته، لكنه لم يهرب من الواقع المؤلم كما فعل البعض بل انغمس فيه حتى النخاع، ولم ينفرد بذاته بعيدا عن ناسه وأهله خوفا من واقعهم المرير، بل حرقها ليضئ جوانب الطريق منتظرا يوم عودة حلمنا الضائع لواقعنا.
عمر نجم قال "أنا مش نبى" وهذا صحيح، فهو لم يبشرنا بالخلاص -وإن كان يتمناه-لأنه لم يعرف له طريقاً.
***
وكأن مش باقى
غير إنى أرثى
من زمان مسكون ببكرة
إنما مسجون بأمسى

أنا اللى مولود فى وقفتك يا بورسعيد
وأنا اللى كان سبوعى
زغروطة فى زفة شهيد
وأنا اللى فى خمسة يونيه
طلقت مريلتى ، وصاحبت نضارتى
وقطعت طيارتى الورق
ولبستلك كاكى
بأموت
لو الشجر ف احضانك
ينام باكى
غنيت مع القمرى وفتحت شباكى
لما اللمض عيطت والنور بقى مزرّق
أنا قلبى كان بفته
أنا قلبى اصبح أرق
من نسمة حواريكى
طبطبت على كتفك وقولتلك بوحى
وهبتلك روحى
وقعدت أستنى مع الباقيين هلال العيد
من امتى بأستنى ومفيش جديد
إلا انكسارى
والشيبة من بدرى
وهزيمتى م التجاعيد ؟

مشنوق على سلك الكهربا دلتا وصعيد
مشنوق وفوق المصطبة سهران وحيد
مشتاق أناجى القمر أتاريه مخاصمنى
أنا اللى راضع مواويله وبيضه فاطمنى
وأنا اللى كان القمر يندهلى ف المواعيد
لا صرختى واصله
أو صوتى ... أو همسى
وكأن مش باقى
غير .. إنى .. أرثى

سبتمبر 1991

ديوان الشاعر عمر نجم – غياب الحضور ، و حضور الغياب- مكتبة الأسرة

الأربعاء، ديسمبر ٠٦، ٢٠٠٦

عبد الرحمن الأبنودى - أرقص على السلم

.. سلم قلوعك للغروب.. والغربة
واعجن.. وكل واشرب بقَّية زادك
.. ولا انت واصل بالقلوع.. لأوروبا
ولا انت راجع بالقلوع لبلادك
ف يا شاب
يا معلَّم.. يا متعلِّم
ارقص على السلِّم

.. يا صهد.. يا شاوح
.. ضلل على الرايح
فى اليم ... من غير يمّ
الجفن من غير عين
والزند من غير دم
.. ويا شاب يا مطفى العيون الماس
راح الحماس .. و قعدت ف الضّلة
كشفت عريك فى البلاد للناس
وتاجرت فى الأشعار و فى الفُعلا
لا دين
ولا مَّلــة
لا وصلت ..لا رجعت
لا منوّر و لا مضلِّم
.. الحق قام
والكره قام
... لا قمت تتكلم... و لا تسلِّم
فارقص على السلم

ديوان "الزحمة" لعبد الرحمن الأبنودى – الهيئة العامة للكتاب