السبت، يوليو ٢١، ٢٠١٢

فؤاد حداد - أحدٌ أحد

يا أهل الأمانة والندى والشوق يا مجمعين الشمل فى الحضره الزكيه أوّل ما نبدى القول نصلى على النبى
المصطفى سيّد ولد عدنان
قلنا النبى عربى النبى إنسان
وقلنا سبحان الذى أسمانا
ردّتّ جهات لا تنتهى سُبحَانًه
سألنا بحر غميق ودنيا براح
من أى قرية بلالّ بن رباح
حطت حمامة مرفرفة بالنور
دخل الصباح فى الليل حلم بالصباح
باحكى حكاية كبيرة معروفه
عن ناس ما حدَش فيها بيعرف حدَ
بالرحمة تصبح دنيا مألوفه
وفجر يتنهّد ظلام ينهدّ
كان يا ما كان يا مجاورين الآذان
ع الغصن بلبل من ولد آدم
من طينة الأرض اللى زارعه النيل
نوّارة الصبر اللى طارحه النخيل
يثبت ويمتد ويقع ويشيل
ربطوه بحبل و قربوه من موته
ربطوا معادن كل قلب ومركب
ولآخر الدنيا العطاشى بصوته
ربطوا الضحى والعصر والمغرب
أَحَدٌ أَحَد طلعت جبال مكه
نزلت واديها شعشعت فى الشعاب
بلال مطر بنهار وليل وسحاب
وبرق أسرع من سؤاله الجواب
أَحَدٌ أَحَد سكك الشباب مطروقه
دايسين عليها زى لحد قديم
رفعت راسى مش حاوطّيها
قسماً برب العرش و العزّه
والناس ما عدتش تانى أكسرها
أَحَدٌ أَحَد مزروع أنا مزروع
أستغفر الله ان أصابنى المرح
سمعتهم قالوا ما بيحسَش
أستغفر الله ان أصابنى الغرور
ان كنت شايـف نفسى
دا جسمى شايف عذابه
دا كل رمش يحس بشقايا
دى كل نظره شاهِدَه معايا
أَحَدٌ أَحَد

أَحَدٌ أَحَد
أَحَدٌ أَحَد
هم ميتون
و اللهُ حىّ
أَحَدٌ أَحَد
إنّى أحسُ
فى كل فودِ
عرقاً اليماً
يقيمُ أودى
إنّى أرانى
عبداً و حراً
و الناسَ طرّاً
بينى و بينى
و الأُفُقُ ليسَ
يغولَ عينى
يا هولَ صَيحَه
يومَ القيامة
ليسوا نياما

هم ميتون
و اللهُ حىّ
أَحَدٌ أَحَد
أَحَدٌ أَحَد
يا هَوّلَ صَيحَه
تردَّدت
فبدَّدت
حُجُبِ الظلام
لمّا بَدَت
هذا كلامى
ماضٍ أمامى
كل المضاء
مثل القضاء
ضوء أضاء
على مرامى
ضجّ الفضاء
وُجِدت عيون
هم ميتون
و اللهُ حىّ
أَحَدٌ أَحَد

أمَا الذى إسمه أُمَيَّةُ بنُ خَلَف
إسمه يقول لك إيه يا راوى الخبر
الخير إذا بقّع بيبقى كريه
إيش حال بقى الشرّ اللى بيبقّع
جبان لأنه مدّعى و ظالم
و غنى و بخيل و جبان لأنه جبان
يحدف رقيته زىّ حدّايه
يلفّ ما يلّفش دنى و عجبان
يعمل كأّنه لمّا يمشى بيكبر
و لما بيمسك لحيته بيدبّر
شئون جليله فى مقام أبو جهل
أبو جهل كان بيبص لابن خلف
حدايه طايره لظلها اللى زحف
ما لهش حتى فى الجهاله شرف
هوَّ اللى جاب الصخره زى الرحايه
علشان يعذب فى الظهيره بلال
ينقلها له فى الرمضاء على صدره
يقول يكفر بالذى أرسل مُحَمَّد
ما خبرش لسه فى يمينه المهنّد
بلال كأنه اتولد يَتشَهَّد
بلال فى أعلى الدوح فى أعلى الدوح
عيونه تتفصّل عليها المناظر
و صوته بيكسّر حدود السلاسل

أَحَدٌ أَحَد
أَحَدٌ أَحَد
هم ميتون
و اللهُ حىّ
أَحَدٌ أَحَد
يا ربّ فارحم
هذا الجَسَد
قد اجتهدتُ
كما اجتهد
و قد جثمتُ
و كان صمتُ
و كان صوتُ
و كان أنّى
الذى انتصرتُ
فى الرضعتينِ
قلبى و عينى
دنيا و أخرى
جاهاً و سخره
حقاً و نيّه
أمّا الدنّيه
فلن تكون
هم ميتون
و اللهُ حىّ
أَحَدٌ أَحَد
هل كان يحلو
لو كل شئ
فى الأرض سهلُ
شممتُ شمساً
سأستعيدُ
و أستجيدُ
عصارتيها
تحت الظلال
ما كان تيها
و لا ضلال
لقد رشدتُ
فيما نشدتُ
و ما احتشدتُ
و اسمى بلال
مثل الهلال
فوق الظنون
هم ميتون
و اللهُ حىّ
أَحَدٌ أَحَد
أَحَدٌ أَحَد

يا ليل يا ليل يا اللى شجانى هلاله
بلال و صوته و الاّ صوت و بلاله
الأسمر الشمسى هديل النور
عطشه اللى بيريّح هطول المطر
و يعطّره و يطّيبه و يسقيه
بلال بلال الماء أموت دلوقتى
والا أعيش سبعين سنه و ثمانين
الجنّه جنبى لما اقول الله
أَحَدٌ أَحَد و لا يسمعوا لى أنين
إن عذبونى فى الحجاز قادر
أعرف روايحها الحجازيه
وطن مُحَمَّد ابتسامته جميله
أنا طفل ياجرى تحتها فرحان
و شاب باتعذب بجرأة و ثبات


أَحَدٌ أَحَد
أَحَدٌ أَحَد
هم ميتون
و اللهُ حىّ
أَحَدٌ أَحَد
يا هول صيحه
تفنى الغدا
قولوا بلالٌ
تشهّدَا
و راح يهدى
كما اهتدى
مادَ المدى
أراح ظهره
وَ أَسنَدَه
الى جدارٍ
من الندى
لقد أحبَّ
مُحَمَّدا
الله أكبر
الله حى
أَحَدٌ أَحَد
أَحَدٌ أَحَد

يا اهل الأمانه و الندى و الشوق
قلنا بلال عارف بألف دليل
حريته تحت ابتسام النبى
و جنته فى مكان بين الصحابه
و حديث شريف مسموع فى أسد الغابه
ان النبى ما دخلش مَره الجنّه
إلا و حس بلال بيستقبله
حى العرب يا مجاورين الآذان
صلى الإلهُ على الرسولِ و سلَم
(صلوا عليه و سلموا تسليما)

من الأعمال الكاملة لفؤاد حداد المجلد الرابع - ديوان الحضرة الزكية - الهيئة العامة لقصور الثقافة