الاثنين، أكتوبر ٢٦، ٢٠٠٩

محمد كًشيك – رغرغات - رغرغة أخيرة

الآهه فَرح جديد
والرغرغة .. ترديد
وعلى ابتسامتِك باضبُط المواعيد
حِبِّيه يا "فاطمة" زيّ ما عشقتُه
وابقي روحي البَلَد
ودوقي طعم البرتقان والعيش
وما تزعلّيش مِن شَجَر

أنا بانِفلِت من روحي زيّ الشُعاع
وباكون جميل في السَفَر
وباكون جميل في الوَداع
زي استقامة فجر
وزيّ فرحة ضوء
يا ضيّ شيّعني باسم الله
.. لحدّ باب الشروق
أنا كُنت نَظَري ضعيف ومليان بالهموم
لكنِّي دلوَقتي
باقدَر أَشوف الربيع
وارمي الهدوم عن جسمي واصبحَ طليق
وباليق في كُلّ الصوَر
وبانتَشِر في الجِهات
طيور في حُضن البراري
وأغنيات لا تدَاري
وبقايا مِن رغرغَات
أحضُن معايا الصُبح أسراري
وبدون مَرَاسِم وَدَاع
أنا بانفِلت مِن روحي زيّ الشُعاع
وباكون جميل في السَفَر

يا "فاطمة" لمّا ترَوّحي للبَلَد
ابقي اقطفي لي الفجر عود نِعناع
وانطقي باسمي.

* محمد كُشيك - العشش القديمة - مكتبة الأسرة 2008

السبت، أكتوبر ١٠، ٢٠٠٩

محمود درويش - في القدس

في القدس؛
أعني داخل السور القديم؛
أسير من زمن إلى زمن بلا ذكرى تصوبني..
فإن الأنبياء هناك يقتسمون تاريخ المقدّس،
يصعدون إلى السماء ويرجعون أقل إحباطاً وحزناً؛
فالمحبة و السلام مقدسان وقادمان إلى المدينة.

كنت أمشي فوق منحدر وأهجس:
كيف يختلف الرواة على كلام الضوء في حجر؟
أمن حجر شحيح الضوء تندلع الحروب؟

أسير في نومي. أحملق في منامي.
لا أرى أحدا ورائي. لا أرى أحدا أمامي..
كل هذا الضوء لي..
أمشي؛ أخف؛ أطير ثم أصير غيري في التجلي..
تنبت الكلمات كالأعشاب من فم أشعيا النبويّ:
"إن لم تؤمنوا لن تأمنوا".

أمشي كأني واحد غيري،
وجرحي وردة بيضاء إنجيلية،
ويداي مثل حمامتين على الصليب
تحلقان وتحملان الأرض ..
لا أمشي، أطير، أصير غيري في التجلي.
لا مكان ولا زمان
فمن أنا؟

أنا لا أنا في حضرة المعراج..
لكنّي أفكر: وحده كان النبي محمد يتكلم العربية الفصحى..
وماذا بعد؟ .. ماذا بعد؟

صاحت فجأة جندية: هو أنت ثانية ؟ ألم أقتلك؟
قلت: قتلتني .. ونسيت، مثلك، أن أموت.

محمود درويش - لا تعتذر عمّا فعلت - دار رياض الريّس