السبت، يناير ٣١، ٢٠٠٩

4- ما تقوله إلزا "من نشيد إلزا" - آراجون

-بطلب من يحيي المصري-
ترجمة الشاعر فؤاد حداد
*
تقولين لي أن هذه الأبيات غامضة وربمَّا
كانت أقلَّ غموضاً مما كنت أريد
استلبنا السعد
فلنغلق عليه النافذة
أخاف أن يسري إليه النهار
فيحجب إلى الأبد الصورة التي أعجبتك.

تقولين لي إذا كان حبنا يستهل عالماً
فهو عالم يحب البساطة في الحديث
دع عنك لانسلوت ودع المائدة المستديرة
وايزولد وفبفيان واسكلارموند
مرآتهن الشائهة فى صفحة السيوف.

طالع الحب في عيوني لا في دورة الأعداد
ولا تسكر قلبك من سلوتهن القديمة
ليست الأطلال عند الظهر إلا خراباً
هذه الساعة لنا فيها ظلان
لنزيد من حيرة قراء المزاول.

هل الليل أكثر من النهار مفاتن ؟
العار للذين لا يتنهدون لمرآى السماء الصافية
والعار لمن لا يقع سلاحهم أمام الطفولة
والعار لمن لا دموع لهم
من أجل أغنية في الشارع أو زهرة في المروج.

تقولين لي دع عنك معزفة الرعود قليلاً
فالمساكين هذه الأيام
لا يقدرون على البحث في القواميس
فهم يريدون كلمات دارجة
يستطيعون ترديدها همساً وهم يحلمون.

إذا أردت أن أحبك جئني بالماء النقي
يشفي غليلهم ويروي الرغبات
لتكن قصيدتك دماً من جراحك الغائرة
مثل بناء علي السطح يغني
للعصافير التي ليس لها عش ومأوى.

فلتكن قصيدتك هي الأمل قائلاً يتبع
في كل حلقة من مسلسلة خطانا المشؤمة
ولينتصر صوت الإنسان علي الأبواق
وليمنح أسباب الحياة
للذين وكأن كل شئ يدعوهم إلي التهلكة.

لتكن قصيدتك فى الأماكن الخالية من الغرام
حيث يكدح المرء ويدمى وينفق من البرد
وكأنها لحن يتمتم فيخفف من ثقل الأقدام
أو قهوة سوداء للصباح
أو لقاء صديق علي طريق الصليب.

ليس أهلاً لأن تغني لهم
إلا اللذين بهم مراراً تحلم
وذاكراهم مثل قعقعة السيوف
وهي تصحو في وريدك ليلاً
وتفضي إلى قلبك بمثل حديث الريح إلى الشراع.

تقولين لي إذا أردت أن أحبك وأنا أحبك
فينبغي لصورة أنت ترسمها لي
أن يكون لها مثل اليرقة الحيّة فى قلب الأقحوان
موضوع يختبئ في موضوعها
وأن تقرن بالحب الشمس المقبلة.


* ديوان "عيوان إلزا" - آراجون - ترجمة فؤاد حداد - دار الكاتب العربي للطباعة والنشر - القاهرة عام 1968

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

تنباس الأيادي يا إبن عمي