السبت، نوفمبر ٢٥، ٢٠٠٦

بيرم التونسى - المجلس البلدى

قدر مصر... أن يكون إثنان من أعظم شعراء عاميتها... أحدهما تونسى والآخر شاميا... ولكنهما مصريان قلبا وقالبا... شعراء عاشا مصر ووصفوها كما لم يعشها ويصفها أحد قبلهما من شعراء العصر الحديث... هما محمود بيرم التونسى وفؤاد حداد
*****

تعتبر هذة القصيدة من أوائل أعمال بيرم، وكان قبل كتابة هذه القصيدة فى هذه الفترة قد أطلع على قصائد إبن الرومى وغيره من كبار أعلام الشعر العربى، وقرأ الكثير من السير الشعبية مثل (ألف ليلة وليلة، سيرة عنترة، سيف بن ذى يزن)، وتأثر فى نشأته الأدبية بروح الهجاء والسخرية والنزعة النقدية فى شعر إبن الرومى وأزجال "محمد توفيق" وهو زجال مأجور استعمله الخديوى لمهاجمة الشيخ محمد عبده والتشهير به والتهكم عليه واضطهاده فى صورة فردية، وكان "محمد توفيق" يتمتع بأسلوب قوى فى السخرية والتهكم والهجاء، وقد أخذ عنه بيرم تلك الروح، لكنه أخذ عليه انسياقه فى ركاب السلطة وتحوله إلى بوق مأجور للسلطان.
وقد كتب بيرم فى هذة الفترة الكثير من القصائد والأزجال لكنه مزقها ظنا منه إنها دون المستوى، أما البداية الحقيقة التى وجهت بيرم لإحتراف مهنة الأدب، فكانت عندما طالبه المجلس البلدى بمبلغ كبير كعوائد عن المنزل الصغير الجديد الذى اشتراه، فكتب بيرم هذة القصيدة –والتى يعتبرها البعض من الشعر الحلمنتشى- وذهب بها إلى جريدة "الأهالى" فأعجب بها رئيس تحريرها "عبد القادر حمزة" ونشرها، وقرر بيرم بعد هذة القصيدة إحتراف مهنة الأدب، لأنها قد راجت رواجاً عظيماً على ألسنة الناس والعامة وقتها وطبعها بيرم فى كتيبات عدة مع قصائد أخرى.
*****
قد أوقع القلب فـى الأشجان والكمد .:. هـوى حبــــــيب يســـمى المجلس البلدى
مـا شـرد النـوم عن جفـنـى القريـح .:. سوى طيف الخيال خيال المجلس البلدى
إذا الرغــيف أتـى فالنصـــف آكلــه .:. والنصــــــــف أتركـــــــه للمجلس البلدى
وإن جلسـت فجيـبى لســـت أتركــه .:. خوف اللصوص وخـوف المجلس البلدى
وما كسـوت عيالى فى الشتــاء ولا .:. فـى الصيــف إلا كســوت المجلس البلدى
كـأن أمــى بـلَّ الله تربتـها أوصــت .:. فقـــــــــالت أخـــــــــــوك المجلس البلدى
أخشى الزواج فإن يوم الزواج أتى .:. يبــقى عروسـى صديقـى المجلس البلدى
وربمـا وهـــب الرحــمن لــى ولـداً .:. فــى بطــــــنها يدعــــــيه المجلس البلدى
يــا بــائع الفــجل بالملـــيم واحــدة .:. كــم للعـــــــيال وكـــــــــم للمجلس البلدى
*****

 المصادر:
أمير شعراء العامية بيرم التونسى – عاطف عمارة – دار الحرية
المجموعة الكاملة لشاعر الشعب بيرم التونسى – مكتبة مصر

هناك ٨ تعليقات:

Ahmed Shokeir يقول...

كلمات جميلة

بس تعليق صغير ياحسين

بيرم مصري مش تونسي ومن مواليد الإسكندرية في اواخر القرن قبل الماضي

وهو اللي قال عن مصريته ومصرية المصريين

أنا المصري كريم العنصرين بنيت المجد بين الأهرمين

السهروردى يقول...

يا زميل
أنا مقلتش ان بيرم مش مصرى ولا أنكرت مصريته
بيرم أتولد فى السيالة فى الأنفوشى
لكن والده تونسى الأصل أب عن جد
ولما بيرم أتنفى راح لأهله اللى فى تونس وأعمامه
صحيح هما أستقبلوه ببرود وجفاء كما قال
"الأوله : مصر، قالوا تونسى ونفونى
التانية: تونس ، وفيها الأهل جحدونى"
لكن ماطلعش من تونس إلا بترحيل الإستعمار الفرنسى لما حسوا بخطره
طب سؤال : هو شاعر المربعات أحمد إبن عروس مصرى ولا تونسى ؟
سؤال تانى : مين فينا مصرى مخلص من أيام الفراعنة ومفيهوش عرق مختلف ؟
وفى أى حال
أنت منور المدونة
أهلا بيك
:))

غير معرف يقول...

على فكرة فى اراء زى لويس عوض بتؤكد ان اصول التونسى مصريةو ان ادعائه للتونسية ده كان لون يعنى . و حتى على ما افتكر مكنش اسم عيبلته تالتونسى اساسا. ممكن تراجع تاريخ الفكر المصرى الحديتث عشان تتأكد.

عوليس يقول...

طب مكلمتش القصيده لاخرها ليه يابركه

السهروردى يقول...

أنون :
مع إحترامى للويس عوض إنى مابميلش لرأيه
ليه بيرم يدعى أن أصله تونسى ؟
بيرم كإسم معروف ومستخدم فى تونس والمغرب العربى عموما
أما إسم التونسى فأظن من الواضح أنه لقب أكتسبه من الشارع ليس إلا

عوليس :
ماهى دى القصيدة كلها يا بركة باشا
:)

أهلا بالجميع
:)

Unknown يقول...

تحياتى لك
ذكرتنى ببيرم
وعلى فكرة حتة حصر واحد فى بقعة أرض تسمى الوطن انا مش معاها
فلماذا إذن ننحصر فى هذه الحلقة
الوطن هو اللحظة التى اعيشها
هو نسمة الهواء التى اتنفسها

shady يقول...

يابتاع التايهة يا سهرودى بمناسبة المجلس البلدى كنت بقرا دلوقت قصيدة عن البلدية بس بشكل مختلف حتى اقرا

رئيسُ البلدية
والطرقِ الصوفية
تُسمى حكماً ذاتياً
وحقيقتها بلدية
يعمرُ أركيلتهُ
يأخذُ قرصاً للمَغَصِ العربيِ بمعدتهِ
يعطي الأمرَ لبعضِ المنحرفينَ
بإلقاء القبض علىأحجارِ الشارعِ
والتفتيشِ بلحمِ الناسِ
عن القرآنِ ووجهِ رسولِ اللهِ
وتُجلدُ - لا -
أيهُ - لا -

سيأتي طفلٌ من آخرِ غَزَةَ
يمشي بين الحراسِ بخبثِ النمس
جميلٌ كالشمس
حنونٌ كحنانِ الضهرية
يدخلُ مكتبَ مأمورِ البلدية
لا يتركُ قنبلةً
لا يتركُ إصبعَ ديناميتٍ
لا يتركُ غيرَ هوية
عبدُ اللهِ هنا
مظفر النواب

السهروردى يقول...

أبو أمل :
تحياتى لك أنت كمان
:)
والله انا متفق معاك بس أنت عارف حته الإنتماء العام والإنتماء الخاص والكلام ده دايما بيثير جدل
:)

عزيزى الجميل شادى باشا :
والله والله وماليك عليا حلفان
:)
أنا لسه كنت بأتكلم مع واحد بأقوله
أنى مابحبش مظفر النواب
قالى أنت قريته
قلته مش قوى
قالى طب أقراه كله وبعدين أحكم
القصيدة اللى أنت جايبها حلوة
:)
بمناسبة المجلس البلدى فى واحد مش فاكر إسمه دلوقت كان كاتب قصيدة فى مجلس الحى
بس عامية على نفس طريقة بيرم بس كويس جدا
أحمد فؤاد نجم كان مقدم لها ونشرها فى الدستور
حأنشرها بس بعدين

منورنى
:)