(إلى روح الطالبة الشهيدة منتهى حوراني)
ويوم امتطى صهوةَ العالم الصعب يحمل غصناً بيدْ
ويحمل سيفاً بيدْ
ويوم الحبيبة في الأسر هبّتْ عليها الرياح
محملةً باللقاح
جرت منتهى
تُعلّق أقمار أفراحها في السماء الكبيره
وتعلن أنَّ المطاف القديم انتهى
وتعلن أنَّ المطاف الجديد ابتدا
(بغرفتها أمها المتعبه
تلملم أوراقها المدرسية:
حذار العدى يا بنيه
فعين العدو تصيب )
وما كذب القلب، كان عدو الحياة يطاردها في المسيره
وينشب في عنقها مخلبه
*
تفتّحَ مريولها في الصباحشقائق حمراً وباقات ورد
وعادت إلى الكتب المدرسية كل سطور الكفاح التي حذفوها
وعادت إلى الصفحات خريطة أمس التي طمسوها
ورفرف مريولها رايةً في صفوف المدارس. رفرف وامتدَّ
ظلّل في الضفة المشرئبهشوارعها المغضبه
واشجارها المثقلات، ورفرف مريولها في النوافذ –
فوق سطوح المنازل فوق رفوف الدكاكين-
ظلّل في الضفة المشرئبه
مساجدها والكنائس، ظللها قبةً تلو قبّه
*
وما قتلوا منتهى وما صلبوها
ولكنّما صعدت منتهى
تُعلّق أقمار أفراحها في السماء الكبيره
وتعلن أنَّ المطاف القديم انتهى
وتعلن أنَّ المطاف الجديد ابتدا
فدوى طوقان - الأعمال الشعرية الكاملة - المؤسسة العربية للدراسات والنشر - بيروت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق