الأحد، مايو ٢٩، ٢٠١١

محمود عزت - قنديل السينما

كانت الأسماك تتجول حولنا في السينما
تتجمع وتتفرق في مجموعات صغيرة
بينما تمضغين الفِشار كقط صغير يحملق في الشاشة
يرفع يده إلى الكيس الذي في يدي ببطء
ثم إلى فمه الصغير كالخاتم
كأنه يتثاءب
هكذا طوال الفيلم
أسمع صوت الفشار في فمكِ
فتطفو على روحي سحابة لبنيّة
نصعد برفق إلى السطح
ثم تطير
تحمل سمكة صغيرة وتطير
إلى أن أخطأت أناملك تقدير المسافة
ثم هبطت على كفي
فأضأتُ في الظلام
توهجت عظامي للحظةٍ كقنديل البحر
حين تمر أمامه السمكة الساهية، 
التي تسبح دون أن تفتح أكثر من نصف العين
وتجدف بذيلها دون رغبة
تمر.. فيضئ قنديل البحر من قلبه
يضئ من داخله
كمصباح تذكر فجأة
كعمود نور انتبه إلى مارة غريبة
في الشارع المظلم
فبَرْبَش مرتين ثم أضاء
كانت الأسماك الصغيرة تتجول حولنا
وبينما كنتِ تحدقين في الشاشة كالقط الصغير
يمضغ الفشار ويتثاءب وتفتش مخالبه الناعمة عن الكيس
كنت جواركِ في العتمةِ
انطفِأُ وأُضئ
انطفِأُ وأضئ.

* عن الكائنات النظيفة - دار ميريت - 2010

ليست هناك تعليقات: